كيف يعالج الجراح القدم السكري؟
يهتم الجراح بتطهير قرحة القدم وذلك بوضع غيار على القرحة مرة يوميا
وهدا الغيار يتكون من مطهر للجرح
والصيدليات تكتظ بالعديد من المطهرات وأشهرها مركبات اليود نظرا لأن اليود مطهر قوى جدا يطهر الجرح من أي ميكروب
وهذا هو الخطأ الفادح الذي يقع فيه الأطباء دون أن يدروا
وهذا هو السر في أن القدم السكري يستعصى على العلاج
فبهذه الطريقة لا ولن تلتئم قرحة القدم السكري
ومن يتبع هذا الأسلوب فانه يضر بقدم المريض أيما ضرر
حيث ستنتشر القرحة أكثر فأكثر وسيموت عدد كبير من الخلايا مما سيؤدى إلى تفاقم القرحة واستحالة التئامها وتعفنها مما يهدد بحدوث تسمم للمريض ومن ثم يكون القرار الشؤم هو بتر القدم أو القدم وجزء من الساق لإنقاذ حياة المريض من التسمم
هذا هو السيناريو الكئيب والكابوس المخيف الذي يتعرض له مريض القدم السكري
والمؤكد أنه من الممكن جدا تجنب هذا السيناريو وشفاء القرحة والتئامها
وهذا ما أحاول توضيحه للأطباء المعالجين للقدم السكري خصوصا وقد شاركت في دورات وندوات بأمريكا عن العناية بالقدم السكري
ولقد اقتنع بعضهم تماما بما أقول بينما لا يزال الكثير يرفضون بعناد لا سبب له إلا أن الإنسان عدو ما يجهله
ووجهة نظري العلمية أن الغيار بالمطهرات يضر بالقرحة أيما ضرر ولا ولن يفيدها أو يحسنها بل سيزيد من المشكلة
ولماذا تضر المطهرات ولا ولن تفيد ؟
لتبسيط المشكلة نقول ما هو الهدف من علاج قرحة القدم السكري؟
الهدف بالطبع هو أن تلتئم القرحة وتعود القدم إلى حالتها الطبيعية كما كانت قبل حدوث القرحة
وكيف تلتئم القرحة؟
تلتئم القرحة بواسطة خلايا جديدة ينتجها الجسم لبناء أنسجة جديدة حتى تلتئم القرحة
وكيف نشجع هذه الخلايا الجديدة لكي تقوم بعملها؟
يمكننا اعتبار هذه الخلايا الجديدة كأنها طفل مولود حديثا وعلينا أن نعتني به
إذا فهذه الخلايا الجديدة تحتاج إلى هواء لكي تتنفس
وإلى غذاء حتى لا تموت
وإلى الماء حتى لا تجف وتموت
وبدون هذا الثلاثي (الهواء والماء والغذاء) فلن تعيش هذه الخلايا ولن يلتئم الحرج وستتفاقم الحالة وستنتشر القرحة وتزيد سوءا
أما ما يفعله أغلب الأطباء من وضع المطهرات على الجرح فهو الطامة الكبرى
لأن هذه المطهرات تقتل هذه الخلايا الجديدة تماما كما تقتل الميكروبات
تخيل معي طفلا مولدا حديثا رضع كل يوم نصف كوب من مركبات اليود مثلا؟
إذا لم يمت هذا الطفل بعد الجرعة الأولى فانه حتما سيموت بعد الجرعة الثانية أو الثالثة على أكثر تقدير
وهذا بالضبط هو ما يحدث لهذه الخلايا الجديدة
فالجراح يضع في غياره للقرحة مركبات اليود أو أي مطهر قوى لضمان تطهير الجرح وليته ما فعل ... فكل الخلايا الجديدة التي ينتجها الجسم للمساعدة على التئام القرحة تموت فورا ... فتظهر طبقة ميتة من الأنسجة التي ماتت نتيجة استعمال المطهرات أو المضادات الحيوية ... فيلجأ الجراح إلى قص ونزع هذه الأنسجة الميتة على زعم تنظيف القرحة منها .. ثم يستخدم المطهرات مرة أخرى على أمل أن الخلايا الجديدة تنمو في وسط خال من الأنسجة الميتة.. وهكذا حتى يتحول الأمل إلى سراب وتزيد القرحة وتتفاقم الحالة ويصبح البتر لزاما.
هذا ما أكدته وأثبتته الأبحاث التي قمنا بها
لذلك يجب تحريم ولئن أردت الدقة "تجريم" الغيار بالمطهرات في القدم السكري
وهل هناك حل لهذه المشكلة ؟
قلنا أن الخلايا المناط بها ترميم والتئام القرحة تحتاج إلى ماء وهواء وغذاء
ولأنها كالطفل المولود حديثا فيجب أن تنمو في بيئة نظيفة غير ملوثة بالميكروبات
إذا فهمنا ذلك يمكننا استنتاج أن هناك حل سهل وناجح لمشكلة القدم السكري وهو ما سنراه في المقال القادم.
فقط أردت من هذه العجالة التأكيد على عدم استعمال المطهرات أو المضادات الحيوية لعلاج قرحة القدم السكري لأنها تضر ضررا بالغا ولا ولن تفيد بأي حال من الأحوال ..